أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 18 يونيو 2021م :  الحج في زمن الأوبئة ، للشيخ كمال المهدي

خطبة الجمعة القادمة 18 يونيو 2021م بعنوان :  الحج في زمن الأوبئة ، للشيخ كمال المهدي، بتاريخ 7 ذو القعدة 1442هـ ، الموافق 18 يونيو 2021م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 18 يونيو 2021م بصيغة word بعنوان : الحج في زمن الأوبئة ، للشيخ كمال المهدي

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 18 يونيو 2021م بصيغة pdf بعنوان : الحج في زمن الأوبئة ، للشيخ كمال المهدي

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 18 يونيو 2021م بعنوان : الحج في زمن الأوبئة ، للشيخ كمال المهدي:

 

١- الحج ولادة جديدة وحياة جديدة للحاج.

٢- الشريعة الإسلامية شريعة يُسر لا عُسر فيها.

٣- درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.

٤- بشريات وأعمال تعدل ثواب الحج لمن لم يستطع الحج لعذر.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 18 يونيو 2021م ، بعنوان : الحج في زمن الأوبئة ، كما يلي:

                     **

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

أما بعد :-

أحبتي في الله :- حينما تهل علينا أشهر الحج المباركة تهفو القلوب وتشتاق الأرواح إلى تلك البقعة الطيبة الطاهرة . ولسان حالنا يقول :

يَا رَاحِلِينَ إِلَى مِنًى بِقِيَادِي * هَيَّجْتُمُو يَوْمَ الرَّحِيلِ فُؤَادِي..

سِرْتُمْ وَسَارَ دَلِيلُكُمْ يَا وَحْشَتِي * الشَّوْقُ أَقْلَقَنِي وَصَوْتُ الْحَادِي..

وَحَرَمْتُمُو جَفْنِي الْمَنَامَ بِبُعْدِكُمْ * يَا سَاكِنِينَ الْمُنْحَنَى وَالْوَادِي..

وَيَلُوحُ لِي مَا بَيْنَ زَمْزَمَ وَالصَّفَا * عِنْدَ الْمَقَامِ سَمِعْتُ صَوْتَ مُنَادِ..

وَيَقُولُ لِي يَا نَائِمًا جِدَّ السُّرَى * عَرَفَاتُ تَجْلُو كُلَّ قَلْبٍ صَادِ..

مَنْ نَالَ مِنْ عَرَفَاتِ نَظْرَةَ سَاعَةٍ * نَالَ السُّرُورَ وَنَالَ كُلَّ مُرَادِ..

**أحبتي في الله: لقد أمر الله جل وعلا عباده بالحج وجعله ركنا من أركان الإسلام الخمس، فقال تعالى :(وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيتِ مَنِ استَطَاعَ إِلَيهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ العَالمِينَ) [الحج:٢٧].

وعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:(بُني الإسلام على خمسٍ: شهادةِ أن لا إله إلَّا الله وأنَّ محمدًا رسولُ الله، وإقام الصَّلاة، وإيتاء الزَّكاة، وصومِ رمضان، وحجِّ البيت) رواه البخاري.

** والحج أحبتي في الله من أفضل الأعمال والقرُبات عند الله تعالى. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سُئل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ العمل أفضل؟ قال:(إيمانٌ بالله ورسوله)، قيل: ثمَّ ماذا؟ قال: (الجهاد في سبيل الله)، قيل: ثم ماذا؟ قال: (حجٌّ مَبرور). [البخاري ومسلم، والترمذي، والنسائي، وأحمد].

** زِدْ على ذلك أن الحج المبرور ليس له ثواب إلا الجنة:

فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:(العُمرة إلى العمرة كفَّارة لِما بَينهما، والحجُّ المبرور ليس له جزاء إلَّا الجنة).

ولِمَا لا؟ وهو الذي تغفر له الذنوب حتى يرجع وكأنه مولود جديد ليس عليه ذنب ولا خطيئة. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:(مَن حجَّ لله، فلَم يرفث ولم يَفسق، رجع كيَومَ ولدَتْه أمُّه) البخاري

وعند مسلم: (مَن أتى هذا البيتَ، فلَم يرفث ولم يَفسُق، رجع كما ولدَته أمُّه)

وعند الترمذي:(مَن حجَّ فلم يرفث ولم يفسُق، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه). ولما جاء عمرو للنبي صلى الله عليه وسلم وهو يريد الإسلام، قال صلى الله عليه وسلم : ابسط يمينك فلأبايعك قال: فبسط يمينه، ثم قبض، فقال: مالك يا عمرو؟ قلت: أردت أن أشترط، قال:  تشترط ماذا ، قال: أن يُغفر لي، قال: أما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله.

* فالحج يُعد ولادة جديدة، وبداية جديدة، وعهد جديد في حياة الحاج يرجع الحاج وكأنه ولد لتوه، طاهرًا نقيًا من الذنوب والمعاصي، يرجع وقد وُعِدَ بالجنة، تخيلوا حاجا يرجع بهذه النفسية، وبهذا الشعور، يمشي على الأرض وكأنه من أهل الجنة، وهو طاهر كملك من الملائكة، ما عليه خطيئة. ألا يستحق هذا شكرا لله تعالى.

أحبتي في الله لهذه الفضائل وغيرها تجد الكثير من الناس يشتاقون للحج ويتهافتون عليه. وكلما رأوا الكعبة ازدادوا شوقا إليها وصدق القائل :-

لا يرجع الطرف عنها حين ينظرها ***حتى يعود إليها الطرف مشتاقا..

ولكن هناك أناس لا يستطيعون الحج إما لعدم توفر المال أو عدم وجود الصحة.

فمن رحمة الله تعالى أن جعل الحج لمن استطاع إليه سبيلا وجعله مرة واحدة في العمر قال تعالى :(وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيتِ مَنِ استَطَاعَ إِلَيهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ العَالمِينَ) [آل عمران: ٩٧].

وَعَن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّ اللهَ قَد فَرَضَ عَلَيكُمُ الحَجَّ فَحُجُّوا)، فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟! فَسَكَتَ حتى قالها ثَلاثًا، فقال رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -: (لَو قُلتُ: نَعَم، لَوَجَبَتْ، وَلَمَا استَطَعتُم)، ثم قال: (ذَرُوني مَا تَرَكتُكُم)، فإنَّما أهلَك من كان قبلكم بِكثرة سؤالهم، واختلافِهم على أنبيائهم، وإذا أمرتكم بشيءٍ فأتوا منه ما استطعتُم، وإذا نهيتُكم عن شيء فدَعوه)، ثمَّ قال:(الحجُّ مرَّة، فمن زاد فهو تطوُّع).

** ومن رحمة الله تعالى كذلك أن جعل شرائعه ميسره ليس فيها تعسير ولا مشقة.

قال تعالى:-( يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)[البقرة: ١٨٥] .وقال تعالى:( مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[المائدة: ٦] وقال سبحانه:(يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا)[النساء: ٢٨] .وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال صلى الله عليه وسلم(إنَّ الدين يسر، ولن يشادَّ الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة، والروحة، وشيء من الدلجة)رواه البخاري.

** ومن القواعد الفقهية التي وضعها السادة الفقهاء :(المشقة تجلب التيسير) وعليه فإذا كان هذا الوباء الذي حل بالعالم أجمع (كورونا) وغيرها تزيد في الازدحام وتكثر بالاختلاط فلقد رفع الاسلام الحرج عن الحج حتى نحافظ على النفس البشرية فالمحافظة عليها من الضروريات الخمس قال الله:(وَلا تَقْتُلُواْ أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكمْ رَحِيمًا) [النساء :٢٩]. وقال تعالى (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) [سورة البقرة :١٩٥]. ولما كانت شعيرة الحج تجمع المسلمين من كل فج عميق، أصبح الخطر والضرر أشد على حجاج بيت الله الحرام من أثر الأوبئة وانتشارها وسط الزحام.

** كذلك من القواعد الفقهية :- (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح).

فالمصلحة في أداء فريضة الحج ولكن في ظل هذه الظروف التي يمر بها العالم أجمع من انتشار هذا الوباء (كورونا) قد يترتب مفسدة كبرى من خلال كثرة الازدحام قد يؤدي إلى الموت والهلاك .

*ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فقد كان صلى الله عليه وسلم يريد أن يهدم الكعبة ويقيمها على قواعد إبراهيم عليه السلام ،ولكنه لم يفعل ذلك وتركه لئلا يثير بلبلة بين العرب، ويقول من أسلم حديثاً: إنه يهدم المقدسات، ويهدم الكعبة، فبناء الكعبة على قواعد سيدنا إبراهيم عليه السلام سيحقق مصلحة شرعية، ولكن سيترتب على ذلك مفاسد أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كما في حديث عائشة رضي الله عنها، أنه قال لها: ( لولا قومك حديث عهدهم بكفر، لنقضت الكعبة، فجعلت لها بابين: باب يدخل الناس منه، وباب يخرجون).

**فلابد من مراعاة العواقب..

* ومن مراعاة العواقب أن الشارع أجاز كتمان بعض العلم في بعض الأزمنة أو الأمكنة خوفاً من اتكال الناس على نصوص الوعد، فلا يعملون بالبقية، مثل حديث حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئاً، قال معاذ: أفلا أبشر به الناس، قال: لا تبشرهم فيتكلوا)،رواه البخاري ومسلم، فمعاذ حدث به عند موته تأثماً، يعني: خوفا من كتم العلم، نعم يجوز كتم بعض العلم إذا خيف من نشره حدوث فتنة، كما قال ابن مسعود : “ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة”، رواه مسلم

فالذي لا يراعي عواقب الأمور، ونتائج الأمور يمكن أن يتسبب في موت أناس، ولعلنا قرأنا قصة الرجل الذي شج في رأسه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم نام واحتلم، سأل أصحابه، قالوا: لا بد أن تغتسل، ما نظروا في العواقب، اغتسل فمات]، هذا من جراء عدم النظر في العواقب.

أحبتي في الله :- من خلال ما ذكرناه يتبين لنا أنه يجوز للإنسان أن يؤخر الحج حتى يرفع هذا الوباء.

وأقدم بين يدي من يريد الحج ولكن لم يستطع إما لقلة ماله أو لمرضه أو لمثل ما نحن فيه من هذا الوباء أعمال. يسيرةٌ في البذل، وعظيمةٌ في الأجر،

خُذْها نفائسَ أعمالٍ مُعَطَّرةً * بِها تَنالُ ثوابَ الحجِّ إكراما..

أعمال تعدل ثواب الحج أي من فعلها نال ثواب الحج وهو في مكانه ولكن لا تسقط هذه الأعمال حجة الفريضة عند استطاعته. فتعالوا بنا لنرى بعضاً من هذه الأعمال حتى لا يصيبنا الحزن من تأخير هذه الفريضة نسأل الله تعالى أن يوفقنا لفعلها..

** أول هذه الأعمال :-

هو أداءُ الفجر جماعةً في المسجد، ثم الجلوس لِذكر الله حتى تطلعَ الشمس، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ، ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ؛ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ )[رواه الترمذي وحسّنه الألباني] وقال: ( مَن صلى الصّبحَ، ثُمَّ جلَسَ في مَجلسه حتى تُمْكِنَهُ الصلاة؛ كان بمنزلة عُمرة وحَجّة مُتقبَّلَتَين )[رواه الطبراني في الأوسط، وصححه الألباني].** ومن هذه الأعمال: (شهودُ الفرائض، جماعةً في المساجد) ، فعن أبي أُمامةَ رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:(مَن مَشَى إلى صلاةٍ مكتوبةٍ في الجماعة فهي كحَجَّة، ومَن مشى إلى صلاةِ تطوُّعٍ فهي كعُمرةٍ نافلة) [رواه أحمد والطبراني وحسنه الألباني]. وفي رواية أخرى:( مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا، إِلَى صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ؛ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ، وَمَنْ خَرَجَ إِلَى تَسْبِيحِ الضُّحَى [يعني صلاةَ الضحى] لاَ يُنْصِبُهُ إِلاَّ إِيَّاهُ؛ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ ).تأتي تصلّي الفريضة جماعة: لك حجَّة! تأتي تصلّي الضحى: لك عُمرة! ماذا تريد بعد هذا؟

الضُحى وقتها يبدأ من بعد شروق الشمس قَيدَ رمح، أي ما يُقدَّر بربع ساعة، إلى قبل أذان الظهر بربع ساعة،

** ومن هذه الأعمال :

(ذهاب المرء إلى المسجد لحضور درس علم أو ليُعلـِّم علمًا)؛ ففي الحديث: «مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لا يُرِيدُ إِلا أَنْ يَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يَعْلَمَهُ، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجٍّ تَامًّا حِجَّتُهُ» .

** ومن هذه الأعمال :-(بر الوالدين والإحسان إليهما).

فأجر البر والإحسان للوالدين أو أحدهما كأجر الحج والعمرة، فقد أَتَى رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي أَشْتَهِي الْجِهَادَ، وَإِنِّي لَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «هَلْ بَقِيَ أَحَدٌ مِنْ وَالِدَيْكَ؟» قَالَ: أُمِّي، قَالَ: «فَاتَّقِ اللهَ فِيهَا، فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فَأَنْتَ حَاجٌّ وَمُعْتَمِرٌ، وَمُجَاهِدٌ، فَإِذَا دَعَتْكَ أُمُّكَ فَاتَّقِ اللهَ وَبِرَّهَا» أخرجه البيهقي في شُعب الإيمان.

** ومن هذه الأعمال:( ذِكرُ الله تعالى بعد الصلاة؛ تسبيحًا وتحميدا وتكبيرا) .. هذه الطاعة أيّها الأحبّة مِن أيسر الأعمال كُلفة، لا تأخذ منك أيَّ تعب، وفي ذات الوقت: مِن أعظمها أجرًا وغنيمة، ولا أظنّ أن لبيبًا سيتركها بعد هذا الحديث العظيم:

روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء الفقراءُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم [تتوقعون لماذا جاؤوا؟ جاءوا يشتكون أن أغنياء الصحابة سبقوهم في الأجور] فقالوا: ذهب أهلُ الدُّثورِ مِنَ الأموالِ بالدرجاتِ العُلا والنعيمِ المقيمِ: يُصلّون كما نُصلّي، ويصومونَ كما نصومُ، ولهم فضلٌ من أموالٍ يحجُّونَ بها ويعتمِرونَ، ويُجاهدونَ ويتصدَّقونَ.. قال صلى الله عليه وسلم : ( أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ [يعني بأمرٍ] إِنْ أَخَذْتُمْ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ، وَلَمْ يُدْرِكُّمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ، وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ إِلَّا مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُ؟ تُسَبِّحُونَ، وَتَحْمَدُونَ، وَتُكَبِّرُونَ، خَلْفَ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ) …(تَقُولُ: “سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ” حَتَّى يَكُونَ مِنْهُنَّ كُلِّهِنَّ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ)).

يا الله! ما أعظم فضلَ الله..  تمكث بعد الصلاة لِلحظات، وتظفر بمثل هذه الكرامات؛ حجٌّ وعمرة وجهاد وصدقة؛ فقط بأذكارٍ يسيرة معدودة… لكن المشكلة أنّ الشيطان -أعاذنا الله وإياكم من شرّه- لا يزال يزيّن للمصلّي مِن لحظة تسليمه حتى يُخرجه مِن مسجده.. هذا هو الواقع! ورحمَ اللهُ ابنَ القيم حينَ قال: (قَدْ يَتَسَلل إليكَ لِصُّ الْهوى وَأَنت فِي زَاوِيَة التَّعَبُّد، ثمَّ لا يَجِدُ مِنْكَ طَردًا لَهُ؛ فَلَا يزَالُ بِكَ حَتَّى يُخْرِجَكَ مِن الْمَسْجِد) ثبتني الله وإياكم على كل خير..

** وفي الختام أقول لكم أحبتي في الله :-إن الله رحيم بعباده فلا يوجب على الناس ما يضرهم. فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :(قدِم على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بسبْيٍ ، فإذا امرأةٌ من السَّبيِ تسعَى ، إذ وجدت صبيًّا في السَّبيِ فأخذته وألصقته ببطنِها وأرضعته ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أترون هذه طارحةً ولدَها في النَّارِ ؟ قلنا : لا واللهِ ، وهي تقدرُ أن لا تطرحَه ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : اللهُ أرحمُ بعبادِه من المرأةِ بولدها)

                 ***

أسأل الله تعالى أن يوفقنا لصالح الأعمال وان لا يحرمنا من زيارة بيته الحرام..

             ***

كتبه:- الشيخ/ كمال السيد محمود محمد المهدي.

إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية.

 

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »